كلمة عميد كلية الطب في المؤتمر الاول لتطوير التعليم الطبي في كلية طب بغداد

السيد ممثل معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المحترم

السيد ممثل وزارة الصحة المحترم

السيد رئيس المجلس العراقي للاختصاصات الطبية المحترم

السادة رؤوساء المجالس العلمية والعمداء والمدراء العامون ومدراء المستشفيات المحترمين

الاساتذة والضيوف الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير . بفخر واعتزاز كبيرين ارحب بكم في كليتكم العريقة التي عرفت اول المؤتمرات الطبية العربية في الثلاثينيات وحصلت على الاعتراف الكامل من الكليات البريطانية في الاربعينات والتي ينتشر خريجوها في معظم بلدان العالم المتقدم .

لقد كانت هذه البلاد مهدا” للحركة العلمية في العالم وقد انطفأ مصباح تلك الحركة العلمية وباتت بغداد في ظلام دامس بعد ان كانت جنة الدنيا ومنارة العلم ولبث الجهل ضاربا” اطنابه ما يقرب سبعة قرون، اذ لم تكن الادارة الصحية في مفتتح القرن الماضي شيئا” ذا قيمة وانما كانت لا تتجاوز في رجالها الثلاثة عدا” في طول البلاد وعرضها .

وشهدت فترة تأسيس هذه الكلية في آواخر العشرينيات نهوضا” من الرقاد بقيادة فريق من الاطباء العراقيين المخلصين واطباء بريطانيين ، فقبل في الدورة الاولى عشرين طالبا” تخرج منهم عشرة عام 1932 وكانت الدراسة على غرار دراسة كلية الطب في ادنبرة بكل التفاصيل الادارية والعلمية .

ولم يعرف التراخي والتساهل والضعف طريقا” الى العملية التعليمية في هذه الكلية حتى عام 1979 حيث فؤجئ الوسط الطبي بقرار احالة 48 استاذا” واختصاصيا” على التقاعد جلهم من اساتذة هذه الكلية .

وكان بعد ذلك ما تعلمون من حروب وحصار وتدمير شامل طال جميع جوانب الحياة ومنها العملية التعليمية الطبية واستمر ذلك وللاسف حتى بعد سقوط النظام البائد حتى اصبح حضور الطلبة للمحاضرات والاداء العلمي ضعيفا” وتبعه طبعا” تدني في مستوى الخريجين .

ولقد اثار كل هذه عزيمة وحماسة ابناء هذه الكلية وتوجب عمل أي شيء لانقاذها  وانبرى الجميع باتخاذ الخطوات المتتابعة والمدروسة لتلافي كل مواطن الضعف ومعالجتها والحديث في هذه التفاصيل طويل… ولكن النتائج التي توصلنا اليها بعد أشهر قليلة كانت باهرة والحمد لله .

فقد اعيد الطلبة الى مقاعد الدراسة بروحية جديدة وتضاعفت ساعات دوام الاساتذة واعتمدت طريق التدريس بمجاميع أصغر وتنوع الاداء العلمي وتم تفعيل الموقع الالكتروني وادخلت الطرق والاجهزة الحديثة في التعليم الطبي واستغلت ميزانية الكلية الى اقصاها في ذلك وحللت النتائج الاولية وصححت المسارات واصبح الجميع متحمسا” لتحقيق متطلبات الاعتمادية العالمية لكليتنا في اقرب وقت ممكن.

وفي نفس الوقت كان هناك فريق من الاطباء المخلصين المتفانين يدرس مناهج الكلية لكل المراحل الدراسية وامكانية ادخال التغييرات التي تتلائم مع التطور السريع في العلوم الطبية في العالم وكان ذلك على اساس التعاون مع كلية الطب في جامعة نوتنكهام احدى الجامعات البريطانية المرموقة لتحديد التغيرات التفصيلية في المنهاج بما يتناسب مع ما يحتاجه الطبيب العراقي من معرفة يتمكن بها من معالجة المشاكل الصحية للعراقيين أولا” .

ولقد اثمرت تلك الرحلة عن تحقيق ما سيقدم لكم في هذا المؤتمر نتمنى ان ينال استحسانكم .

سيداتي سادتي … انها بحق لحظة تاريخية نعتز بها تحتاج مباركتكم ودعمكم والكثير من العمل الشاق والتصميم .. ولا يفوتني ان اشكر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لفتحها الافاق امام التطور العلمي في البلد وآخرها البعثات التي شملت الاطباء ويجري العمل حاليا” لشمول الاختصاصات السريرية فيها ايضا” وجامعة بغداد سندنا الحقيقي والمتفهمة دائما” والداعم الحقيقي لرفع المستوى العلمي للكلية ووزارة الصحة الشريك الحقيقي في التدريب الطبي وكل من يسهم بقول أو فعل لتطوير هذا الصرح العلمي العريق.

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…   

Comments are disabled.