السيد وكيل وزارة الصحة المحترم
السيد وكيل وزارة الزراعة المحترم
السيد رئيس جامعة بغداد المحترم
السيد رئيس المجلس العراقي للأختصاصات الطبية المحترم
السيد مدير عام دائرة مدينة الطب المحترم
السادة العمداء مدراء المستشفيات والضيوف الكرام المحترمين
اخواني الخريجين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … وبعد
الحمد لله الذي شرفني بخدمة العلم واهله. وزادني شرفا” بالوقوف أمامكم سادتي الاجلاء للحديث عن العنوان الكبير الذي تخطى المحلية والعربية الى العالمية بكل جدارة واقتدار…
الكلية الام .. التي ساهمت بأنشاء كليات الطب في الموصل والبصرة وكلية العلوم وتعهدتها واحتضنتها في السنين الاولى الحرجة من حياتها . والتي عقد فيها اول مؤتمر طبي عربي عام 1938.
لقد تخرج لحد الان من هذه الكلية (719و15) طبيبا” وطبيبة ومنحت شهادة الدراسات العليا لـ 4608 من الخريجين بالاضافة الى مساهمة اساتذتها الاساسية في تدريب وامتحان طلبة البورد العراقي والعربي .
وحيث ان الوقت لايتسع للحديث عن تاريخ هذا الصرح العلمي الشامخ سأكتفي بالحديث عن الواقع الحالي والنظرة للمستقبل .
عندما تشرفت بالتكليف بأدارة هذه الكلية في منتصف حزيران من هذا العام وأثناء اداء الطلبة الامتحانات النهائية واجهنا تحديا” كبيرا” بحادث أتى على اللجنة الامتحانية بالكامل وقد مكننا الله تعالى وبمساندة الجميع من تلافي آثار ذلك الحادث المؤلم … وبدأنا .
– بتأمين وتحصين اللجنة الامتحانية وأضابير الطلبة والاساتذة واتخاذ كل الاجراءات التي تمنع العبث بها أو تعرضها لأي حادث لاسامح الله
– تأمين وتقوية وتحسين الطاقة الكهربائية ونصب محولات جديدة تجهزنا بطاقة كهربائية لاتنقطع وتكفي لأكثر من حاجتنا .
– تأهيل خمسة قاعات دراسية كبيرة وهي جاهزة الان لأستقبال الطلبة.
– انجاز الكشوفات والتخصيصات لتغيير وتأهيل ساحات الكلية وتبليطها وتحويلها الى متنزه حقيقي ويبدأ العمل بها بأقرب فرصة ان شاء الله.
– تأهيل نادي الكلية وما أمكن تأهيله من حدائقها وبواباتها ومداخلها ودلالاتها .
– تأهيل بناية العمادة القديمة والعمل جار فيه الان.
– تجهيز القاعات الدراسية والمختبرات بمنظومات سمعية وبصرية حديثة كما هو الان في هذه القاعة تزيد التشويق والكفاءة في تقديم المادة العلمية.
– تجهيز المختبرات وتأثيثها بكل ما طلبه القائمون عليها من اجهزة متطورة لتدريب طلبة الدراسات الاولية والعليا والوحدات البحثية وتجهيز المكتبة .
– تجهيز مختبر المهارات باللوازم والاجهزة المطلوبة التي تشكل اضافة للتدريب في الفروع السريرية.
ولم يقف العمل في هذا المجال عند هذا الحد بل تجاوزه بما استطيع ان أبشركم به اليوم بأننا وبعون الله تعالى وتوفيقه قطعنا شوطا” في التخطيط لبناء مجمع كليات باب المعظم الطبية وبناء مستشفى استثماري فيها بالاشتراك مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة بدائرة المشاريع فيها ومجلس محافظة بغداد ودائرة مدينة الطب ويقود هذا الجهد حاليا” معالي رئيس هيئة المستشارين في رئاسة الوزراء واصبحت كليتنا اليوم ورشة عمل دائمة لفرق هندسية رفيعة المستوى من المعمارين والمدنيين من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدراسة الاحتياجات والفضاءات والتخطيط العلمي الدقيق لبناء الصرح الحاسم الذي يشتمل على كلية للطب وطب الاسنان والصيدلة والتمريض والمجلس العراقي ومستشفيات استثمارية جامعية ومن الجسر الى الجسر ان شاء الله تعالى بتمويل اتحادي وتخطيط عمراني وتنفيذ من شركات عالمية متخصصة وبطريقة تسليم المفتاح واني لا أرى ذلك بعيدا”…
السادة الافاضل … الضيوف الكرام..
ان المستوى العلمي لخريجي كلية طب بغداد هو محط اهتمام الجميع في داخل العراق وخارجه من المهتمين والمراقبين ولقد تعرض الاداء العلمي في كليتنا الى انتكاسات خطيرة اهتزت معها صورة الطبيب العراقي مع الاسف وسبقه محيطه الاقليمي بمراحل .
واذ لايمكن لنا ان نقف مكتوفي الايدي امام هذا الوضع الذي وصل الى ان يحضر 3-10 طلبة في قاعة المحاضرة من اصل 250 طالب او اكثر . واصبح العلم يؤخذ من مكاتب الاستنساخ والحديث النبوي الشريف يقول “خذوا العلم من افواه الرجال” صدق رسول الله.
فأعدت الخطط التفصيلية طوال فترة العطلة الصيفية الماضية وبجهود حثيثة من كل المهتمين بهذا الشأن في الكلية وطبقت هذه الخطط في هذا العام الدراسي واصبح الطلبة يحضرون في قاعتين للمرحلة الواحدة في نفس الوقت . ولم يتجاوز الغياب 5-10% … كيف حدث هذا ؟
– قسمت المرحلة على قاعتين واصبح وقت المحاضرة 45 دقيقة
– ارسلت المحاضرات الى الطلبة بموقع الكلية الالكتروني قبل تقديمها بأيام.
– طور الاساتذة من أدائهم في تقديم المحاضرات واقتصرت على النقاط الهامة والنكات العلمية وانظمة سمعية والبصرية وبـأسلوب تفاعلي وليس بطريقة الرد والكتابة .
– يجري امتحان قصير لمدة خمس دقائق في نهاية المحاضرة من مادة تلك المحاضرة تحديدا” وتخصص له 10 درجات من درجة الدرس النهائية .
وبهذا فقد تحققت مضاعفة عمل الاساتذة وحضور الطلبة والتركيز على المحاضرة والتفاعل … وهذا هو المطلوب بعينه ويتم بأستمرار متابعة تطبيق هذا النظام من قبل العميد ومعاونيه لأدامته ودعمه وتحديد ومعالجة نقاط الضعف فيه .
وجرى مايشبه ذلك في التدريب السريري حيث اضيفت دروس (المجاميع الصغيرة) الى دراسة الحالات الطويلة خصوصا” للصف السادس ويجري العمل على اشراك اساتذة العلوم الاساسية في تدريس المجاميع الصغيرة السريرية .
– وجرى اختيار وشراء كتب منهجية بالنسخ الاصلية وبأحجام مناسبة لقابليات الطلبة لتكون مرجعا” لهم في دراستهم وفيما يخص الامتحانات.
– الغيت اسئلة T,F مع penalty .
واستبدلت بأسئلة single choico وبنسبة 60-80% من الاسئلة تماشيا” مع قانون الامتحانات.
– الاستغناء عن الدفاتر الامتحانية لمنع الرد الزائد في الاجابات وتحديد مساحة محددة في اوراق الاسئلة للأجابة على قدر السؤال.
– يجري الان العمل على شراء جهاز التصحيح الاليكتروني للأوراق الامتحانية .
– العمل بنظام osce لما فيه من عدالة في تقييم الطلبة ومنع تاثير مزاج الممتحن على النتائج .
سادتي الكرام .. الضيوف الاعزاء … اخواني الخريجين
لقد اخذت على عاتقي التزام الأوائل في هذه الكلية مدافعا” عن حقوقهم بكل ما أستطيع في جوانب عدة منها :
– انهم قد اصابهم غبن في معدلاتهم النهائية مقارنة بالكليات الاخرى واكتشفت ان السبب هو تجاوز تلك الكليات القانون واحتساب درجة الصف السادس بنسبة 70% من التراكمي بينما يجب ان تكون 40% كما هي في القانون وكما هو معمول به عندنا واجريت اللازم بذلك وخاطبت المراجع الادارية لتلافي ذلك وانصاف خريجينا.
– المطالبة بتخصيص درجات وظيفية لزيادة مقاعد التعيين للخريجين الاوائل اسوة بكليات اخرى فهي 4 عندنا و12 في كليات اخرى.
– تحقيق احلام الاوائل في القبول في الفروع السريرية وتشجيعهم على العمل في الفروع السريرية بمنحهم درجتان على المعدل بعد مرور سنة على عملهم في الفروع الاساسية ليتنافسوا مرة ثانية على مايرغبون من الفروع السريرية وجرى العمل بهذه الخطة هذا العام وكانت الاستجابة رائعة .
اخوتي الخريجين …
اعلموا انكم مسؤولون امام الله سبحانه وتعالى عن كل ما تعملون وقد سلمت لكم أرواح الناس أمانة في اعناقكم فأرقبوا الله فيها .
واعلموا انكم اذا اعتبرتم المرضى اخوانكم سوف لن تخطأوا وستتعلموا اسرع.
واعلموا ان كلمة طبيب في اللغة الانكليزية تعني “معلم الصحة” بينما هي في اللغة العربية مشتقة من اللين والعطف والرحمة والشفقة .
سيداتي سادتي..
لم يحدث كل ماذكرت بجهد فردي وانما بتظافر الجهود التي تقودها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة بتفقد معالي الوزير لأحوال الكلية وتخصيص الوقت الطويل من قبل السيد الوكيل الاقدم للسؤال عنها وابداء التوجيهات . ومثابرة جامعة بغداد ممثلة بشخص رئيسها ومساعديه الكرام في حل كل المشاكل . ومساندة دائرة مدينة الطب اللوجستية والعلمية والمعنوية لنا ولاننسى دور الجيران الاعزاء كلية طب الاسنان بوقفاتها المشرفة . والمجلس العراقي للأختصاصات الطبية بشخص رئيسه الفاضل .
وأخص بالشكر والتقدير عمادة الكلية السابقة ورؤوساء الفروع والاساتذة والفنيين والاداريين للأستجابة السريعة لأزالة الغبار عن هذه الكلية العريقة.
ونشكر حضوركم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.