حدائق طب بغداد تكتسي حلة جديدة استعداداً لاستقبال عام مليء بالإنجازات

 

مع أنفاس العام الميلادي الجديد الأولى، ومع عودة الحياة الجامعية إلى إيقاعها النشط، تتحفز حدائق كلية الطب بغداد، إحدى أعرق الكليات في العراق والمنطقة، بأبهى حُللها الخضراء. حملة واسعة من التجديد والتهيئة غطت المساحات الخضراء، حيث انتظمت الأشجار وتناغمت ألوان الورود، لتشكل لوحة فنية حية تليق بكرامة العلم وأهله، وترسخ مفهوم الاستدامة البيئية كأحد الركائز الأساسية في البيئة التعليمية.

 

انطلقت الحملة التجميلية الشاملة برعاية كريمة من عمادة كلية الطب بجامعة بغداد، متمثلة بـ الأستاذ الدكتور أمين عبد الحسن مانع العلواني، الذي أولى هذا الجانب اهتماماً خاصاً انطلاقاً من إيمانه بأن الجو المحيط والمكان الجميل يُثريان العقل ويحفزان الإبداع، ويساهمان في تعزيز الصحة النفسية للطلبة والكادرين التدريسي والخدمي على حد سواء.

 

وتحت إشراف مباشر من الأستاذ المساعد الدكتور حيدر ماجد الزيدي، معاون عميد الكلية للشؤون الإدارية، وبالتعاون والتنسيق الكامل مع الملاكات الخدمية المخلصة في الكلية، تم العمل على مدار أيام لتحقيق الغاية المنشودة. تركزت الجهود على تقليم الأشجار، وزراعة مساحات جديدة من الورود والنباتات المتناسقة، وتنظيف وتجميل الممرات والجلسات، لتحويل الحديقة إلى فضاء مريح ومنتج للتواصل والاسترخاء وقراءة المراجعات.

 

تهدف هذه المبادرة إلى أكثر من مجرد تجميل المنظر. إنها:

*رسالة ترحيب حارة: لاستقبال الطلبة الكرام، الجدد منهم والقدامى، في بيئة تعكس قيمة المكان وعراقته، وتشعرهم بالانتماء والاعتزاز بكلية الطب.

*نموذج عملي للاستدامة البيئية: حيث تؤكد العمادة على دور المؤسسات التعليمية في الحفاظ على البيئة وخلق مساحات خضراء مستدامة داخل الحضر.

 

*تحفيز للإبداع والتفوق: بيئة التعلم ليست حصراً على القاعات والمختبرات، فالمساحات الخضراء الهادئة تشكل ملاذاً للطالب للمراجعة والتأمل، مما ينعكس إيجاباً على تحصيله العلمي.

*تعزيز ثقافة العمل الجماعي: إذ مثلت الحملة مثالاً ناجحاً على التعاون بين العمادة والإدارة والملاكات الخدمية لخدمة الصالح العام وتحقيق هدف مشترك.

 

وفي هذا السياق، تؤكد عمادة الكلية على أن هذه الخطوة هي جزء من سلسلة تحسينات مستمرة تهدف إلى توفير أفضل الظروف التعليمية والبيئية لمنتسبي الكلية، وأن الاهتمام بالطالب وصحته النفسية والجسدية هو في صلب أولوياتها.

 

ها هي حدائق كلية الطب بغداد، برعاية قيادتها الحكيمة وجهود منتسبيها المتفانية، تُعلن للجميع استعدادها لاستقبال عام جديد، حاملين معه آمالاً جديدة وطموحات عريضة. إنها ليست مجرد حدائق، بل رئة تنفس بها الكلية، ومنبر للجمال يستلهم منه الطلبة الطاقة لمواصلة مسيرتهم في خدمة الإنسانية من خلال مهنة الطب السامية.

 

كل عام وجامعتنا وكلية طب بغداد بألف خير، وكل عام وطلبتنا الأكارم وملاكاتنا الوافرة بالعطاء أقرب إلى تحقيق إنجازات جديدة تليق بتاريخهم العريق.