مبادرة طلابية مضيئة في كلية الطب بجامعة بغداد، وموقف إنساني جميل يجسّد روح الطب ورسالة المهنة قبل أن يكون درساً أكاديمياً، شهد السشن الجراحي العملي لطلبة المرحلة السادسة لحظة مؤثرة ستبقى عالقة في ذاكرة الجميع.

 

كان الدكتور علي حسين عبيد يشرح للطلبة تفاصيل حالة مريضة مسنّة خضعت لعملية استئصال ورم خبيث في الأمعاء، حين طلبت المريضة مخاطبة الطبيب. ظن الجميع أنها ترغب بالسؤال عن وضعها الصحي، إلا أن المفاجأة كانت أبسط… وأكثر عم، فقد طلبت المسنّة من الطبيب جهاز موبايل.

 

وفي لحظة صمت إنساني، بادر أحد الطلبة إلى اقتراح جمع مبلغ بسيط لشراء جهاز جديد للمريضة، ليوافق الدكتور علي فوراً، ويكون أول الداعمين لهذه المبادرة التي تعكس جوهر الطب الحقيقي.

 

وخلال وقت قصير فقط، جمع الطلبة تبرعاتهم، وتواصلوا لتأمين الجهاز وتسليمه، إلى أن وصل إلى المريضة التي استقبلته بابتسامة خجولة ودموع امتنان، ورفعت يديها بالدعاء للطبيب وطلابه بالتوفيق والسداد.

 

ولتوثيق هذا الجهد الإنساني، رفعت مطالعة رسمية إلى رئيس فرع الجراحة الدكتور طارق العبيدي الذي أثنى بدوره على هذه المبادرة، مؤكداً أنها تمثل القيم الأخلاقية والإنسانية التي تُبنى عليها كلية الطب جامعة بغداد، وتعكس نضوجاً مهنياً يسبق مرحلة التخرّج. كان المشهد كله ترجمة لما يزرعه العطاء داخل الإنسان.

 

هذه المبادرة جَسَّدت قيمة الرحمة، والإنسانية، والمسؤولية الأخلاقية تجاه المريض… قبل أي شيء آخر.