على أرض جامعة بغداد التي تنبضُ بتاريخها العريق وتزدانُ بعقولها النيّرة، خطّت كلية الطب يوم السبت الموافق 1 تشرين الثاني 2025 فصلاً جديداً من التميّز، إذ شاركت بنخبتها الخريجين في فعاليات حفل التخرّج المركزي للدورة (68) التي حملت شعار “دورة التميّز والإبداع”.

 

الحفل برعاية معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي، وإشراف رئيس جامعة بغداد الأستاذ الدكتور بهاء إبراهيم إنصاف، وحضور عميد الكلية الأستاذ الدكتور أمين عبد الحسن مانع العلواني، الذي أضفى بحضوره وهجاً أكاديمياً راقياً على المشهد الاحتفالي.

 

في مشهدٍ مهيبٍ يختزلُ سنوات السهر والمعرفة، ارتدى خريجو الطبّ وشاح المجد وساروا بخطى واثقة نحو المستقبل، حاملين رسائل النور والعطاء إلى ساحات الطبّ الإنساني، حيث لا تُقاس القيم بالدرجات، بل بقدرة الطبيب على صناعة الأمل في وجع الحياة.

 

كانت مشاركة كلية الطب أكثر من حضورٍ بروتوكولي، بل كانت عرضاً رمزيّاً للعقل العراقي حين يبلغ ذروة نضجه الأكاديمي، فامتزجت الهيبة بالفرح، والعلم بالوجدان، في لحظةٍ أبهرت الحضور ورفعت راية التفوق العلمي عالياً في سماء الجامعة الأم.

 

وأكد الأستاذ الدكتور العلواني خلال الفعالية أن هذه الكوكبة من الأطباء تمثّل الجيل الذي سيحمل شعلة التحديث الطبي في العراق، مشيداً بجهود الأساتذة الذين غرَسوا في طلبتهم فلسفة التعلّم مدى الحياة، ورسالة الطب بوصفه عهداً أخلاقياً قبل أن يكون مهنة.

 

واختُتم الحفل وسط موجاتٍ من التصفيق، وعيونٍ تلمعُ ببريق الحلم، إذ غادر الخريجون المنصة وهم يدركون أن العلم لا يُختتم بحفل، بل يبدأ منه طريق المجد.