في قلب الوطن، حيث يمتزج التاريخ بالمعرفة، تواصل جامعة بغداد أداء رسالتها العريقة كأكبر وأقدم صرح أكاديمي في العراق والمنطقة، فهي لم تكن يوماً مجرد مؤسسة تعليمية، بل كانت ولا تزال رمزاً للعلم، وحاضنةً لأجيال من العلماء والباحثين.
نثمن نحن في كلية الطب -جامعة بغداد وبكل فخر الدور الريادي الذي تنهض به جامعة بغداد، الجامعة الأم، بما تمثله من رمز أكاديمي عريق ومرجعية علمية وطنية، تسهم على مدى عقود في بناء العقول وصناعة المعرفة.
كما نُشيد بالدعم الكبير الذي تقدمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وجهودها الواضحة في تعزيز مبادئ الرصانة العلمية، وتطوير منظومة التعليم العالي بما ينسجم مع المعايير الدولية، وبما يعكس صورة مشرقة عن الجامعات العراقية في المحافل العالمية.
وفي ظل هذا التقدم الملحوظ، نؤكد على ضرورة عدم الانجرار خلف المعلومات المغلوطة أو التصنيفات غير الموثوقة التي تُنشر دون أساس علمي، أو خلف أصوات تحاول عبثاً النيل من سمعة المؤسسات الأكاديمية العراقية.
وفي هذا السياق، وفي رحاب شهر محرم الحرام، نستحضر الذكرى الخالدة لاستشهاد الإمام الحسين عليه السلام، ثورة الوعي والإصلاح، ومأثرة الوقوف بوجه الباطل والانحراف مهما عظمت التضحيات.
إن ما تركته تلك الثورة من دروس في الثبات على المبادئ ورفض التضليل، يمثل اليوم نبراساً تهتدي به المؤسسات العلمية في أداء رسالتها، وصون مكانتها، والدفاع عن مصداقيتها.
ستبقى جامعاتنا، وفي مقدمتها جامعة بغداد، مؤسسات علمية رصينة، تنظر إلى الأمام بثقة، وتُسهم بفاعلية في بناء عراق معرفي يليق بتاريخه وحضارته.
الاستاذ الدكتور أمين عبد الحسن مانع العلواني
عميد كلية الطب جامعة بغداد
ورئيس لجنة عمداء كلية الطب



