“94 عامًا من المجد.. أنتم جيل يرفع الراية ويواصل المسيرة”

 

إلى أبنائي وبناتي طلبة الدورة الرابعة والتسعين بمناسبة حفل التقاط صورة التخرج،

في هذا اليوم الذي تجتمعون فيه لالتقاط صورة التخرج، لا تلتقط الكاميرات مجرد صورة، بل تسجل لحظة فارقة في رحلتكم الطويلة، لحظة تعبّر عن جهد سنوات، وتضحيات لا تُحصى، وسهر ليالٍ امتزجت فيها الأحلام بالإرادة. اليوم، تقفون على أعتاب مرحلة جديدة، تحملون معكم أمانة العلم ومسؤولية المهنة، أنتم أبناء كلية الطب – جامعة بغداد، هذه الكلية العريقة التي صنعت على مدار عقود قامات طبية شامخة، وكانت منارةً للعلم والإنسانية.

 

أوصيكم أن تكونوا كما عهدناكم، قدوة في كل ميدان تخطون إليه، عنوانًا للأخلاق قبل العلم، ورموزًا للتقاني قبل النجاح. كنتم وما زلتم صورة مشرقة ترفع راية الطب في العراق عاليًا، فلا تجعلوا حدودكم شهادة تُعلق، بل اجعلوها وعدًا بالاستمرار في التعلم، وعهداً بخدمة الإنسانية بأسمى معانيها.

 

أنتم اليوم تودّعون مقاعد الدراسة، ولكنّكم تبدؤون رحلة أخرى، فيها من التحديات بقدر ما فيها من الفرص، فكونوا على قدر المسؤولية، وليكن شعاركم دائمًا أن الطبيب ليس فقط من يعالج المرض، بل من يرسم الأمل في قلوب المرضى، ويكون سندًا للضعفاء، ونورًا لمن حوله.

 

وإذ نحتفل اليوم بهذه المناسبة العزيزة، فإنني أؤكد على ضرورة أن يكون هذا الحفل بمستوى يليق بالمكانة التاريخية لكلية الطب – جامعة بغداد، الكلية التي تعدّ أقدم وأعرق كلية طب في العراق، والتي خرجت أجيالًا من الأطباء الذين ساهموا في نهضة الطب في البلاد. إن هذا اليوم هو يوم الفخر والاعتزاز، يوم الوفاء لمسيرة علمية امتدت عبر عقود، لذا أدعوكم جميعًا إلى الالتزام بروح الاحترام والتقدير لهذا الصرح العلمي الكبير، وأن نجعل من هذا الحفل نموذجًا يعكس رقيّكم وأخلاقكم، ويليق بالمسيرة المشرفة التي بدأتموها وتواصلونها في المستقبل.

 

أفخر بكم اليوم، وأثق أنكم ستكونون خير سفراء لهذه الكلية العريقة، وأتمنى لكم مستقبلاً زاهرًا حافلًا بالنجاح والإنجازات.

 

أ.د. أمين عبد الحسن مانع العلواني

عميد كلية الطب – جامعة بغداد

 

Comments are disabled.