نبذة تاريخية:
منذ تأسيس كلية الطب – جامعة بغداد (الكلية الملكية الطبية – سابقا) في تشرين الثاني عام 1927 وهي الكلية الطبية الأولى في العراق، كان لمادة علم الأمراض حضور في المنهج الدراسي حيث بدأ تدريس الدفعة الأولى لهذه المادة في العام الدراسي (1929-1930) وكان من أوائل التدريسيين في هذه المادة الأستاذ البريطاني ميلز (علم الأمراض النظري) والأستاذ الدكتور شوكت الزهاوي (علم الأمراض العملي) والذي هو من مؤسسي الكلية الطبية الملكية ومؤسس ومدير المعهد الباثولوجي عام 1929 كما شغل منصب وزير الصحة عام 1964.
وفي العام 1930-1931 بدأ تدريس مادة الطب العدلي وكان أول مدرس للجانب النظري الدكتور حنا بهنام خياط (أول عميد عراقي لكلية الطب 1934-1936، كما شغل منصب وزير الصحة عام 1921)، أما الجانب العملي و علم الأمراض التشريحي فكان يدرسه الدكتور آكوب جوباتيان.
باشر الدكتور أحمد عزت القيسي بتدريس مادة الطب العدلي عام 1932 بعد حصوله على شهادة الاختصاص في الطب العدلي حيث عين طبيباً عدلياً على ملاك مديرية الشرطة العامة، وانتدب للعمل في المستشفى الملكي رئيساً لشعبة الطب العدلي فيها (وهو أول طبيب عراقي يحصل على مثل هذه الشهادة في الطب من فرنسا) وعلى يديه تأسس معهد الطب العدلي في بغداد (التابع الى وزارة الصحة حالياً).
وبعد 20 عاماً على تأسيس الكلية (1947)، أنشأت الكلية ولأول مرة ضمن هيكليتها فرع علم الأمراض بجهود الدكتور يوسف عقراوي بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من بريطانيا، بعد ذلك توالى عدد من الأساتذة تدريس هذه المادة الحيوية، ومنهم الأستاذ الدكتور أحمد الشماع والأستاذ الدكتور خليل الآلوسي والأستاذ الدكتور عبد الرحمن عبد الغني والأستاذ الدكتور مجيد الآلوسي وغيرهم من الأطباء والتدريسيين الذين كان لهم فضل كبير على الكلية والأجيال في تخريج طلبة وتدريب أطباء متخصصين في علم الأمراض.
وفي الخمسينات والستينات والسبعينات من الألفية الثانية أرسلت البعثات الدراسية خارج العراق (وبالأخص بريطانيا وأميركا) فازداد عدد المتخصصين بهذا المجال مما أحدث تغييرات إدارية في الهيكل التنظيمي في الكلية من الناحية الأكاديمية وفي المستشفيات من الناحية الخدمية التشخيصية.
الدراسات الأولية:
في البدء كان فرع علم الأمراض في كلية الطب – جامعة بغداد مقتصراً على تدريس علم الأمراض النسيجي (Histopathology) في المرحلة الثالثة ومن ثم تطور الى إضافة مادتي علم أمراض الدم (Hematopathology) وعلم أمراض الخلية (Cytopathology) باعتماد إسلوب إعطاء المحاضرات في الجانب النظري أما الجانب العملي فيتضمن تدريب الطلبة على استعمال المجهر الضوئي الاعتيادي وأساسيات تشخيص الأمراض عن طريق فحص الأنسجة المستأصلة في العمليات الجراحية وملاحظة التغيرات الظاهرة بالعين المجردة والفحص النسيجي والخلوي لهذه الأعضاء أو التغيرات الحاصلة في خلايا الدم وعوامل التخثر فضلاً عن إعطاء كورس (Clinical Pathology) علم الأمراض السريري لطلبة المرحلة الخامسة، وبعد ذلك توسع علم الأمراض ليكون تدريس أساسيات ومفاهيم عامة في علم الأمراض (General Pathology) في المرحلة الثالثة، وفي المرحلة الرابعة يدرس علم أمراض أجهزة الجسم (Systemic Pathology) ، وكذلك مادة الطب العدلي (Forensic Medicine).
مع تقدم العلم وتطور التكنولوجيا والتوسع في فهم الأمراض وأسبابها وأساليب تشخيصها، أصبح من الضروري أن يتوسع علم الأمراض أكثر فشمل تدريس مواد جديدة مثل علم المناعة المرضي (Immunopathology) وعلم الوراثة الطبية (Medical Genetics).
لم يتوقف تطور تدريس المادة عند هذا الحد بل اشتمل على تغيير في أسلوب وطرائق التدريس بحيث أصبح يستفيد من توفر الأجهزة الالكترونية (السمعية والبصرية) خصوصاً بعد العام 2003 فضلاً عن استعمال الحاسوب بشكل كبير في توفير معلومات أوسع لشرح وتوضيح المادة مما سهل فهم الطلبة بشكل عام وصار التعليم بشكل تفاعلي بحيث صار الطلبة يسألون ويناقشون أثناء الدرس، وكذلك حصل تغيير في طرائق التدريب في المادة العملية من فحص السلايدات في المجهر الاعتيادي الى عرض سلايدات تحوي اختلالات مختلفة في أعضاء الجسم بدلاً من الأعضاء المحفوظة والقديمة يضاف لها زيارات متعددة للمختبر للتعرف على أهم الاجهزة المستعملة للتشخيص ومن ثم مشاهدة النماذج المختبرية من وصولها المختبر الى ظهور النتائج وكذلك التعرف على كيفية استنتاج المعلومات وربط نتائج الفحص المختبري مع أعراض وعلامات المرض للوصول الى تشخيص صحيح مستند الى حقائق ملموسة.
المنهج الدراسي الجديد:
بعد عام 2014 حدث تغيير جوهري في المنهج الدراسي وطرائق التدريس لطلبة الدراسات الأولية في الكلية من النظام التقليدي المعتمد على الموضوع (Subject-based curriculum) الى نظام جهازي تكاملي (System-based integrated curriculum) وتحولت دراسة تخصصات علم الأمراض الى شكل جديد كان أولها حذف ما لا يقل عن 25% من المادة النظرية الزائدة عن حاجة الطبيب الخريج الجديد مع الحفاظ على المعلومات الأساسية المستند إليها فهم الأمراض وأسبابها وكيفية حدوثها، وصار التدريس تدريجياً خلال مراحل الدراسة الست حيث يبدء الطالب في المرحلة الثانية بدراسة علم الأمراض العام (General Pathology) ضمن الوحدة النمطية (Clinical Laboratory Sciences) وكذلك تخصيص وحدة دراسية جديدة (Genetic basis of diseases) تخص الأساسيات الوراثية للأمراض ومتعلقاتها السريرية تتبعها تدريس أجهزة الجسم كافة والأمراض التي تصيبها تكاملياً (تشريح – فسلجة – علم الأنسجة – علم الأمراض – علم الأدوية – الطب والجراحة) بالتدريج في المراحل اللاحقة ضمن الوحدة النمطية الجهازية (Systemic Pathology) في المرحلتين الرابعة والخامسة.
وفي الجانب المختبري والعملي خصصت دروس جديدة في المرحلة الثانية لشرح مراحل الفحوص النسيجية وتشخيص أمراض الدم والأمراض الوراثية عن طريق زيارة ميدانية للمختبرات وشرح وافٍ عن الأجهزة المختبرية الشائعة المستعملة للتشخيص بأسلوب يوفر فهماً أوسع وواقعي لمراحل التشخيص لمختلف الأمراض. ولأول مرة يتسنى للطلبة في المرحلة الرابعة ضمن المنهج الدراسي زيارة ميدانية للمركز الوطني لنقل الدم والاطلاع على كيفية استقبال متبرعي الدم ومراحل سحب الدم وفحصه وكيفية فصل مكونات الدم وعملية الخزن وآلية التجهيز للمرضى.
أما دراسة الطب العدلي فتتضمنت محاضرات نظرية فضلاً عن دروس عملية بعضها في مختبر المهارات للتدريب على التشريح على دمية مخصصة لهذا الغرض مع دروس عملية في دائرة الطب العدلي للاطلاع على التشريح الطبي العدلي الأصولي وعلى أقسام الدائرة ومن أهمها قسم فحص حالات الأحياء وقسم المقابر الجماعية. كما أضيفت مهارة كتابة شهادة الوفاة وكتابة التقارير الطبية العدلية كمهارات اساسية يجب النجاح فيها لإكمال متطلبات النجاح في المرحلة الرابعة. كما توسع ضمن مادة الطب العدلي تدريس مادة الاخلاقيات الطبية للمراحل من الاولى الى الخامسة وفق المنهج التكاملي الجديد وبالتعاون مع تدريسيين آخرين في الكلية.
الدراسات العليا:
يقوم تدريسو فرع علم الأمراض والطب العدلي بتعليم طلبة الدراسات العليا (دبلوم – ماجستير – دكتوراه – بورد عراقي – بورد عربي) في كافة اختصاصات علم الأمراض الدقيقة (النسيج المرضي وأمراض الخلية – أمراض الدم ونقل الدم – الطب العدلي – الوراثة الطبية) لضمان الحصول على تخريج طلبة ذوي كفاية وتدريب مناسبين لحاجة المجتمع في كافة الاختصاصات الدقيقة.
وبفضل من الله سبحانه وتعالى وبدعم من عمادة الكلية فتحت دراسة الماجستير في الطب العدلي لأول مرة في كلية الطب/ جامعة بغداد في العام الدراسي 2010-2011. كما أثمر تعاون فرع علم الأمراض والطب العدلي مع دائرة الطب العدلي (معهد الطب العدلي سابقا) في إعادة فتح دراسة الدبلوم العالي في الطب العدلي في العام الدراسي 2011-2012 بعد توقفها لأكثر من ثلاثين سنة وتخرج عدد من الأطباء، كما افتتحت دراسة الدكتوراه في الطب العدلي في العام الدراسي 2014-2015 لأول مرة في العراق. وكذلك افتتحت دراسة الدبلوم العالي في خدمات نقل الدم في العام 2015-2016 لأول مرة في العراق وهي معادلة لشهادة الماجستير. كما أعيد فتح دراسة الدكتوراه في الوراثة الطبية في العام 2017-2018 حيث كانت الدراسة مقتصرة على دراسة الماجستير في هذا الاختصاص.
إن طلبة الدراسات العليا المقبولون في فرع علم الأمراض في هذه الكلية هم جميعا من الأطباء حصراً ولا يسمح لغير الأطباء بالحصول على الشهادة في أي من التخصصات الدقيقة. ويكون لطالب الدراسات العليا الذي أكمل دورة مختبرات أفضلية على غيره في القبول.
الدراسات المفتوحة في تخصصات علم الأمراض/ كلية الطب – جامعة بغداد هي:
-
لدكتوراه (النسيج المرضي – أمراض الدم – الطب العدلي – الوراثة الطبية)
-
الماجستير (النسيج المرضي – أمراض الدم – الطب العدلي – الوراثة الطبية)
-
دبلوم خدمات نقل الدم (مدة الدراسة سنتان)
-
دبلوم طب عدلي (مدة الدراسة سنة واحدة)